اللجان الإلكترونية المكشوفة: تحديث في منصة x يكشف المستور

 

اللجان الإلكترونية
كان هذا التحديث مصمماً أساساً لكشف فضائح اللجان الإلكترونية التي تؤثر على الرأي العام الأمريكي


كشف إيلون ماسك بالصدفة عن واحدة من أكبر الشبكات للجان الإلكترونية في العالم... والمفاجأة أن نصف من يشتمونك ويشتمون بلدك - أياً كانت جنسيتك - ليسوا بشراً أصلاً!


بدأ الأمر كله بتحديث صغير على منصة إكس (X)، كان من المفترض أن يكون شيئاً عادياً... لكنه تضمن ميزة جديدة تمنح المستخدم القدرة على الكشف عن الموقع الحقيقي لأي حساب تتابعه... وركز هنا عندما أقول الموقع الحقيقي... أعني ليس الموقع الذي كتبه الشخص بنفسه... لا... بل المكان الذي يبث منه الجهاز فعلياً.


كان هذا التحديث - في اعتقادي الشخصي وحسب رأي كثيرين في الإعلام - مصمماً أساساً لكشف فضائح اللجان الإلكترونية التي تؤثر على الرأي العام الأمريكي... وقد فعل ذلك بنجاح وسأخبرك كيف حالاً... لكن المشكلة أن تأثيره الأوسع كان أقرب إلى قنبلة نووية إلكترونية انفجرت في وجه العالم كله.


بمجرد نزول التحديث، دخل كثير من الناس ليتحققوا من مواقع الحسابات التي يتابعونها... وهنا جاءت المفاجأة.


اكتشفت أن حسابات تعمل ليلاً نهاراً لنشطاء مصريين يهاجمون مصر... ظهر أن موقعها أساساً من تركيا وبريطانيا والإمارات.


وصفحات سعودية تشتم في السعودية، ظهرت إدارتها في قطر وبريطانيا أيضاً.


وحسابات كانت تكتب منذ فترة منشورات تثير فتنة بين المغرب والجزائر، ظهر أنها من بلاد أوروبية لا علاقة لها بأي من البلدين أصلاً!


هذا بالإضافة إلى الحسابات التي تظهر نفسها كسورية وطنية، بينما يتم إدارتها أساساً من إسطنبول، وصفحات بأسماء بنات خليجيات يكتبن كلاماً مستفزاً يثير الفتن ظهر وجودهن في برانيا.


أتعرف ما هو القاسم المشترك بين 99% من هذه الحسابات؟

أن آلاف الحسابات التي تكتب بلهجة عربية "نقية" وتهاجم العرب بدون تمييز وتشتم في دول معينة وتلصق التهم بدول أخرى، ظهر أنها تُدار أساساً من إسرائيل... وتحديداً من داخل الفرقة 8200 في جيش الاحتلال، المتخصصة في إدارة الحرب السيبرانية والإلكترونية.


هذه الوحدة معروفة منذ زمن بأنها المسؤولة عن الحملات الموجهة التي تستهدف الداخل العربي، وتُحدث مشاكل وفتناً بين الشعوب العربية على اختلاف جنسياتها وأعراقها... لكن هذه المرة كُشف الأمر وظهر على حقيقته، ورأى الناس جميعاً أن الحسابات التي كانت تظهر باسم "عمر" أو "ريم" أو "سعودي أصيل" أو "مصري أصيل" كانت في الحقيقة تُدار من وحدات في الجيش الإسرائيلي، متخصصة في تحليل اللغة العربية وتزييف اللهجات وإثارة الفتن.


أي أن الغالبية العظمى من النشطاء الذين يهاجمون مصر والسعودية والإمارات والمغرب والجزائر وسوريا ولبنان والسودان وغيرها، ويشتمون أي بلد فيهما وهم واضعون علم بلد آخر، ويحرضون الشعوب على بعضها ويدخلونها في معارك كلامية ويلعبون على الوتر الطائفي أو العرقي بينها، ظهر أنهم ليسوا عرباً أصلاً... بل صهاينة.


وبهذا، أصبح واضحاً جداً أن جزءاً كبيراً مما نراه كل يوم ليس غضب شعوب، ولا اختلاف ثقافات، ولا رأي عام… بل مشروع كامل مُنفَّذ بإتقان لتقسيم الشعوب العربية وزرع الفتن والأحقاد بين الأشقاء... وهذا طبعاً غير آلاف البوتات أو الحسابات المُدارة بالذكاء الاصطناعي، التي تكتب 24 ساعة يومياً بنفس الأسلوب لتوهمك بأنك وحدك، وأن بلدك سيئة ويكرهونك فيها، وأن الشعوب العربية أصبحت أعداء، رغم أن الحقيقة لا يوجد أي شيء من هذا.


ولم تقتصر الفضيحة على العالم العربي فقط ففي أمريكا نفسها، بدأ الناس يراجعون الحسابات السياسية التي تثير الخلاف باستمرار بين الجمهوريين والديمقراطيين، والتي تكتب بإنجليزية أمريكية أكثر من الأمريكان أنفسهم، والمفاجأة الصادمة أن معظمها ظهر موجوداً في روسيا والهند وبنغلاديش وإسرائيل!


إسرائيل مرة أخرى!

طبعاً بمجرد نزول التحديث وبدء الفضيحة، لم تمر ساعة بالضبط حتى أُغلقت كل هذه الحسابات ولم يعد بالإمكان الدخول عليها أساساً... ثم قامت إكس بإصلاح المشكلة وأغلقت هذه الخاصية، والآن لم يعد بإمكانك رؤية anything.


والمشكلة أن هذه ليست أول فضيحة فقد أوقف ماسك نفسه الترجمة الفورية من اللغة العبرية على إكس منذ حوالي أسبوعين، بعد أن كشفت الترجمة للعالم كله أن الحسابات الإسرائيلية سواء الرسمية أو غير الرسمية تكتب تغريدات كلها كراهية وتحريض صريح على الإبادة داخل غزة، دون أن يُتخذ أي إجراء ضدها أو تتعرض للإيقاف أو الحظر... وبدلاً من أن تقوم إدارة إكس بحظر هذه الحسابات كما تحظر من يتكلم عن فلسطين، منعوا الترجمة من العبرية أساساً حتى لا يعرف أحد ما يقولون!


والأخطر أيضاً أن تقارير صحفية دولية - سأتركها لك في المصادر - أكدت أن هناك موظفين سابقين من جيش الاحتلال موجودين داخل فرق الإشراف على المحتوى في إكس.


وهذا يفسر لماذا هذه المنصة بالذات تدعم ظهور توجهات معينة مناهضة للعرب والمسلمين والقضية الفلسطينية، ولماذا تُغلق حسابات عربية تتكلم عن غزة أو فلسطين أو يقلل معدل وصولها، بينما تترك الحسابات الإسرائيلية المحرضة دون أي عقاب.


ما حدث هذا جعل الملايين من مستخدمي هذه المنصة يرى أخيراً بأن الفتنة التي تتصدر لهم كل day ليست طبيعية إطلاقاً، وأن جزءاً كبيراً مما يحدث على المنصة سببه ليس خلافات حقيقية بين الشعوب، بل هو نتيجة حملات نفسية موجهة بدقة لإثارة الكراهية والاحتقان بين الشعوب.


وطبعاً كل هذا في منصة واحدة فقط هي إكس... فما بالك بما يحدث على فيسبوك وإنستغرام وثريدز وغيرها.

تعليقات