بعد ان توقفنا في الجزء الأول من الموضوع عند الإرتباك الذي وقع فيه الدروينيون نتيجة الحفريات التى تم اكتشافها والتى تهدم نظرياتهم بدأوا يتجهون إلى خلط الأمور للهرب من ذلك الإرتباك ، قالوا بأن الإنسان القديم كان له تشكيلات مختلفة وبدأوا يصنفون تلك الأحافير المكتشفة فى شكل شجرة ويقولون ضع هذه الأحفورة هنا وتلك هناك ، فى شكل عبثي دون وجود أي رابط يجمع بينهم ، وذكروا أن الإنسان بشكل عام ظهر أول ما ظهر في أفريقيا ، ثم تشعبت عنه تلك الشجرة في باقي أنحاء العالم ، حتى تم إكتشاف أحافير فى الصين تظهر أصول آسيوية .
حفرية رجل بكين الشهيرة |
ثم تلاها اكتشافات لحفريات في آسيا تثبت أن الإنسان الذى عاش في آسيا منذ ملايين السنين هو نفس الإنسان الحديث الذي يعيش أسلافه الآن .
ماذا يعني التشجير إذا ؟
من أشهر الحفريات التي بنا الدروينيون عليها نظرياتهم هي حفرية لوسي التى يزعمون أنها من السلالات المشتركة بين الإنسان والحيوان ، ما لا يعرفه الكثيرون أن حفرية لوسي عبارة عن مجموعة عظام وجدت متناثرة في سفح تلة تتعرض لعواصف مطرية ، كانت عظام غير مرتبطة ببعضها جمعت خلال 3 أسابيع ، ويقرر الباحثون إعتبار هذه العظام المتبعثرة لكائن واحد وهذه صورتها .
عظام تم جمعها و أطلقوا عليها اسم لوسي |
وبدأوا برسم عدد ضخم من الرسومات والتماثيل في المتاحف والأفلام الوثائقية والكتب تشعر و كأنها الأصل الأول للإنسان .
رسومات تخيلية للوسي |
وفي 2007 نشرت المجلة الأمريكية PNAS مقالا وضحت فيه الأسباب التى تشكك في كون لوسي أو اي من القرود التي تشبهها أن تكون أصلا للإنسان كما أكدت الكثير من المجلات العلمية هذا الرأي .
أغلب الحفريات التى تم العثور عليها لقردة افترضوا أنها لأصول مشتركة مع البشر ، ليعودوا وينفوا ذلك موضحين أنها لقردة ولا علاقة لها بالبشر .
إذا ربما تسأل إذا كانت الأبحاث والدراسات تنفي أن يكون الإنسان قد تطور فلماذا يصر هؤلاء على نظرية التطور ؟ أقول لك أنهم يختلفون فيما بينهم حول أصل الإنسان وقد يقبل بعضهم بنظرية ويرفض الأخرى لكنهم يتفقون على شئ واحد وهو إنكار الخلق ، لكن المصيبة الأكبر ما يروجه أنصار هذه النظرية من العلماء العرب الذين ينكرون كل تلك الحقائق ولا يملكون المصداقية للإفصاح عن الحقيقة التى تقر بها الأبحاث والدراسات العلمية ، ولن يعترف الدروينيون أبدا بالخلق فكلما أنهدمت نظرية يقولون هناك أدلة أخرى على التطور وهكذا .
انظر إلى اعتراف إرنست ماير وهو أحد أكبر علماء الدروينيين وهو يقول ( إن أقدم الأحافير للبشر و أشباههم مفصولة عن القردة الجنوبية بفجوة كبيرة جداً خالية من الأحافير كيف يمكننا أن نفسر ذلك في غياب الأحافير التي تبين الشكل الانتقالي بين القردة والإنسان ، فإن علينا أن نعود للطريقة المتعارف عليها في علوم التاريخ وهي تأليف رواية تاريخية ) بمنتهى البساطة .
إرنست ماير |
ولهذا فإن كثيراً مما يعرضه الدروينيون هي روايات تاريخية لسد فجوات ، وحصروا تعريف العلم الحقيقي فى العلم الرصدي التجريبي و أنكروا الغيب لأنه ليس فى متناول هذا العلم ، ثم لما فشلوا في تفسير الخلق بعلمهم التجريبي ألفوا غيبيات افتراضية لا يوجد دليل عليها بعلم تجريبي أو رصدي ولا عقل ولا منطق ، فقد تصوروا وجود كائن وسيط بين الإنسان والحيوان و رسموا له رسومات ومجسمات تعرض في كبرى المتاحف ونظريات تدرس دون وجود دليل عقلي واحد لذلك .
ربما تسأل ما القول إذا وجدنا حفريات بصفات مشتركة بين الإنسان والحيوان ، أقول وبكل بساطة ما الذي يثبت علمياً أننا تتطورنا عنها ، سأوضح أكثر إن الفروقات الجينية بين الإنسان و القردة باعتبارها أقرب شبيه للإنسان ضخمة جداً ، أي أنها لا تتماشى مع تطور بيلوجي حتى ولو استغرق هذا التطور مدة طويلة جداً .
يتبع إن شاء الله .
المراجع
تعليقات
إرسال تعليق