من سينتصر إذا قامت حرب جديدة بين الهند وباكستان؟

من سينتصر إذا قامت حرب جديدة بين الهند وباكستان؟

 

من سينتصر إذا قامت حرب جديدة بين الهند وباكستان؟



اندلاع الحرب بين الهند وباكستان ليس جديدًا ولا مستبعدًا ، بسبب الخلاف على كشمير ، كانت الدولتان المتجاورتان في حالة حرب عدة مرات في الماضي ، الأولى في عام 1947 والثانية في عام 1965. وقعت الحرب عندما اندلعت الحرب الثالثة عام 1971 ، وكانت إحدى نتائجها أنه بعد أن ألحقت الهند خسائر فادحة بباكستان ، انفصلت باكستان الشرقية عن الغرب لتشكل جمهورية بنغلاديش.


على الرغم من انتهاء الحرب الرئيسية بين الهند وباكستان ، استمرت المناوشات الحدودية على مدى السنوات القليلة الماضية لدرجة انتشار المخاوف من اندلاع حرب نووية بين البلدين ، مما ينذر بما سيواجهه العالم في حالة اندلاع حرب نووية. عواقب وخيمة. كما أن تجدد الصراع بينهما يجعلنا نتساءل عن القوى النووية الحقيقية للبلدين ، وإذا كانت هناك حرب رابعة بينهما ، فمن سيفوز؟


هكذا أشعل الصراع في كشمير شرارة سباق تسلح محموم 

تقع منطقة كشمير ، سبب الصراع بين الهند وباكستان ، في موقع استراتيجي مهم بين البلدين ، وتنبع من هنا معظم الأنهار في باكستان والأنهار المهمة في الهند ، وبالتالي فهي شريان الحياة للبلدين. كما أنها تقع على طريق الحرير ، وتمتد من شمال غرب الصين إلى بقية آسيا ؛ وهذا يضيف إلى أهميتها الجيوسياسية.


بسبب المساحة الصغيرة ، اندلعت ثلاث حروب بين الهند وباكستان في العقود القليلة الماضية ، كانت آخرها حرب عام 1971. كانت باكستان دائمًا الخاسر الأكبر في الحروب الثلاثة ، لكن الصراع لم يتبع الحرب. ونهاية. شهد البلدان العديد من المناوشات خلال السنوات القليلة الماضية ، وبلغت ذروتها في زيادة غير مسبوقة في الإنفاق العسكري من قبل الهند وباكستان ، وتحويل النزاع الإقليمي إلى سباق تسلح بين البلدين.


ارتفع الإنفاق العسكري الهندي بين عامي 2002 و 2011 إلى 48 مليار دولار ، وفقًا لورقة بحثية صادرة عن مركز كارنيجي للأبحاث عام 2012 بعنوان "سباق التسلح الآسيوي". ؛ تم التحقق من هذا.


وفقًا لآخر التقديرات ، اعتبارًا من أوائل عام 2022 ، سيصل الإنفاق العسكري للهند إلى 67 مليار دولار ، بينما يبلغ الإنفاق العسكري لباكستان 10 مليارات دولار ، مما يجعل الإنفاق العسكري للهند ستة أضعاف ما ينفقه منافسوها. دعونا نراجع القوة العسكرية للهند الهند وباكستان.


"القوة العسكرية" .. سباق مضطرب بين الهند وباكستان

الهند هي سابع أكبر دولة في العالم وثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان. لقد أصبحت واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم في العقود الأخيرة. ولديها القدرة على أن تصبح دولة قوية في المستقبل ، خاصة أن جيشها هو الأقوى في العالم.الرابعة في القوات المسلحة في العالم ، في حين أن باكستان في المرتبة 34 في المنطقة و 9 في القوات المسلحة في العالم.


الهند لديها واحدة من أكبر القوى العسكرية في المنطقة ، مع قوة عاملة تبلغ 1.4 مليون ، مقارنة بـ 630 ألف جندي باكستاني في العمليات ، مما يجعل الهند ضعف حجم الجيش الباكستاني. إذا كانت الولايات المتحدة قد اتخذت موقفًا داعمًا تجاه الهند في العقود الأخيرة ؛ فإن الصين على الجانب الآخر ، تدعم القوة العسكرية الباكستانية بشكل كامل.


1- نظام الدفاع

تمتلك الهند أنظمة دفاع متطورة وهي واحدة من الدول القليلة في العالم التي تمتلك صواريخ مضادة للأقمار الصناعية ، وهي ، مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا ، أسلحة مصممة لأسباب تكتيكية لتعطيل أو تدمير الأقمار الصناعية ، بينما الهند هي الدولة الرابعة في العالم لبناء نظام مضاد للصواريخ البالستية ، وهو سلاح مصمم لاكتشاف وتحييد الصواريخ الباليستية.


نجحت الهند أيضًا في تطوير غواصات يمكنها ضرب صواريخ باليستية يصل مداها إلى 3500 كيلومتر ، ويمكنها إطلاق صواريخ نووية على مسافة آمنة في المستقبل. الهند لديها أيضًا صواريخ باليستية عابرة للقارات بمدى يتراوح من 5000 إلى 8000 كم.


أما بالنسبة لنظام الدفاع الباكستاني ، فقد أدى التعاون بين الصين وباكستان إلى دعم بكين الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري للأخيرة حيث تسعى بكين جاهدة لبيع باكستان بعضًا من أقوى أسلحتها ، بما في ذلك المساعدات النووية واليورانيوم عالي التخصيب وأسس تصميم رأس حربي نووي ، مما ساعد باكستان على درء صراع إقليمي مستمر مع الهند.


تمتلك باكستان مقاتلة JF-17 ، وهي طائرة مقاتلة متعددة المهام مزودة برادار نشط للكشف عن صواريخ جو - جو. هذا بالإضافة إلى قاذفة الصواريخ A-100 ، وهي واحدة من أكثر أنظمة المدفعية فتكًا بمدى أقصى يصل إلى 120 كيلومترًا ، والصينية HQ-16 ، وهي نموذج هندسي عكسي لصاروخ Buk-M2 الروسي ، الذي يستهدف قصيرًا. صواريخ كروز وصواريخ باليستية بعيدة المدى وبعيدة المدى.


2 - أسلحة برية

من حيث معدات الحرب البرية ، تتفوق الهند على باكستان في العتاد ؛ فهي تمتلك أكثر من 4600 دبابة قتال رئيسية و 2500 مركبة مشاة وحوالي 2700 قطعة مدفعية ؛ بالإضافة إلى 8600 مركبة مدرعة و 100 قطعة مدفعية ذاتية الدفع و 960 قاذفة صواريخ.


يأتي ذلك في مقابل 2700 دبابة قتال تمتلكها باكستان، و3000 مركبة مصفحة، ومدفعية تقدر بحوالي 3700، و325 مدفعية ذاتية الدفع، و134 من مدفعية الصواريخ، وهو ما يرجح كفة الهند نظريًا في أي صراع محتمل خلال السنوات القادمة. 


3-القوات الجوية والبحرية

تتفوق الترسانة الجوية للهند على باكستان أيضًا؛ إذ تمتلك حوالي 2263 طائرة، بين طائرات مقاتلة وهجومية وهليكوبتر، وذلك في مقابل 1241 طائرة، هي حجم الترسانة الجوية للجيش الباكستاني.


أما القوات البحرية فتمتلك الهند أسطولًا مكونًا من 267 قطعة، ويحتوى على حاملة طائرات و11 مدمرة و16 غواصة، وذلك في مقابل الأسطول الباكستاني الذي يتكون من 231 قطعة تخلو من حاملات الطائرات والمدمرات، ويمتلك خمس غواصات فقط.


شبح «التسلح النووي».. ما الذي قد يؤدي إليه الصراع؟

في العقود الماضية ازدادت المناوشات بين الهند وباكستان، حتى أنها كادت أن تفضي إلى حربٍ كبرى أكثر من مرة، ففي أعقاب الهجوم الإرهابي الكبير على مدينة بومباي في الهند عام 2008 جرى ربط الهجوم بمنظمة إرهابية مقرها في باكستان، مما تسبب في بدء إطلاق النار بين البلدين؛ ولولا تدخل الولايات المتحدة من أجل وقف إطلاق النار، لاندلعت الحرب حينها.


رغم الهدنة، تصاعد التوتر على مدار السنوات، ووصل إلى ذروته بعدما ألغت الهند الوضع الخاص لولاية كشمير عام 2019، مما كان ينذر ببداية جديدة للصراع، وكان إلغاء الوضع الخاص لكشمير السبب وراء أكثر من 5000 انتهاك لوقف إطلاق النار في عام 2020 وحده، وهو ما جعل البعض يتخوف من إمكانية تطور الصراع لحربٍ بين البلدين؛ قد تشمل هذه المرة استخدام الأسلحة النووية.


وفقًا للتقديرات الأخيرة، فإن باكستان تمتلك عددًا أكبر من الرؤوس النووية بالمقارنة مع الهند، إذ يبلغ عدد الرؤوس النووية الباكستانية نحو 165 رأسًا نوويًا، فيما تمتلك الهند حوالي 156 رأسًا. 


ففي الوقت الذي تمكنت فيه الهند على مدار العقود الماضية من وضع قوتها العسكرية بين مصاف الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، كانت باكستان تواصل هي الأخرى تطوير ترسانتها النووية، على أمل خلق معادلة ردع بينها وبين الهند.


وشملت ترسانة باكستان النووية كلاً من الصواريخ بعيدة المدى وطائرات المهام الإستراتيجية، إلى جانبِ عدد من أنظمة الأسلحة النووية قصيرة المدى وذات القوة المنخفضة، والتي تعرف باسم «الأسلحة النووية التكتيكية»، وهي قنابل نووية محدودة المجال، قد تدخل في الفترات القادمة حيز الاستخدام الحربي لمواجهة التهديدات العسكرية دون المستوى الاستراتيجي.


في الحروب النووية ..لن ينتصر أحد

شهد العامان الماضيان تهديدات واضحة بين الهند وباكستان باستخدام الأسلحة النووية في حالة هجوم الطرف الآخر، فقد حذرت باكستان الهند في ديسمبر (كانون الأول) 2020 من أن أية هجوم على الأراضي الباكستانية، سيتبعه «معركة نهائية» قد تكون مدمرة للطرفين، وهو ما ينذر باحتمالية تبادل قصف نووي في حالة نشوب حرب بين البلدين، وجاء هذا التهديد بعدما انتشرت مزاعم عن شروع نيودلهي في التخطيط لشنِ هجوم عبر الحدود، الأمر الذي يجعلنا نتساءل ما الذي يمكن أن يحدث إن اندلعت حرب نووية في هذا الجزء من آسيا؟


تشير بعض التقارير إلى أنه في حالة اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان، واستخدم الطرفان نصف ترسانتهما النووية فقط والتي تعادل حوالي 100 رأس نووي، سينتج عن ذلك مقتل 21 مليون شخص مباشرة نتيجة للانفجارات والحروق الإشعاعية، وذلك وفقًا لدراسة أجراها باحثون من ثلاثة جامعات أمريكية منها جامعة كاليفورنيا عام 2007، عن التأثيرات المحتملة لحربٍ نووية بين الهند وباكستان.


لن يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ يشير الباحثون إلى أن التأثيرات بعيدة المدى لتلك الانفجارات قد تترك أثرًا مدمرًا على كوكب الأرض كله يبقى لسنواتٍ طويلة. وذلك نتيجة السحابة الإشعاعية الناجمة عن التفجير والتي ستساهم في تكوين «شتاء نووي» يحجب حرارة الشمس وبإمكانه أن يقضي على العديد من المحاصيل، الأمر الذي لن يطول مدن الهند وباكستان وحدهما، بل سينتج عنه أزمة غذاء حول العالم قد يروح ضحيتها حوالي ملياري شخص.


لذا إذا حدث الأسوأ واندلعت حربٌ نووية بين البلدين، فلن يهم حينها من يمتلك العدد الأكبر من الرؤوس النووية، إذ ستعتمد الدولتان على تكنيك «التدمير المتبادل»، وهو ما سيجعل تلك الحرب في النهايةِ بلا فائز، لكنها ستتسبب في المقابل بمعاناة الجميع.


لكن الجانب المطمئن للعالم في الأمر أنه على الرغم من التوترات بين البلدين في الخمس سنوات الفائتة، فإن تقرير موقع «فورين بوليسي» لعام 2021 يتوقع اتجاه البلدين تدريجيًا مرةً أخرى ناحية وقف إطلاق النار، لأن ذلك يمثل مصلحة كبرى لكل من الهند وباكستان.

تعليقات